الأحد، 5 يناير 2014

نبيل ابو النجا | هل نحن بحق نعيش في دولة لها كيان واعتبار؟

شاهدت العلم المصري يحترق بيد مواطن مصري الجنسية بعد أن كنا ندفع أرواحنا ثمنا لرفع راية الوطن فوق أرض سيناء الحبيبة لإسترداد الأرض والعرض والكرامة, شاهدت طلبة الجامعة ومنهم الأزهريون الذين يدرسون العلوم الدينية لينشروا سماحة الإسلام في ربوع الدنيا وهم يخربون المنشئات الجامعية والحكومية وإحراق سيارات الشرطة وعربات المترو ويرفعون علامات النصر على دولة الكفر ويهتفون ضد الدولة والجيش والشرطة لأنهم جميعا إخوان الطاغوت.

شاهدت أرصفة بلا شوارع وشوارع بلا أرصفة وتلال من القمامة وفوضى مرورية عارمة تستنفذ وقت ومجهود العمل وتسبب معاناة لا توصف للجميع الذين هم في الحقيقة صناع المشكلة, شاهدت أطفال الشوارع يحتلون الميادين والطرقات ويفترشون الأرض ويتسولون لسد رمقهم بأي شئ وبيع أنفسهم لعمل أي شئ حتى وإن كان حرق أو تدمير أو قتل, قرأت في الصحف أن اليونسكو قد أجرت مؤخرا إحصائية عن الأمية وحصلت مصر بلا فخر على المركز الأول في الأمية في أفريقيا والشرق والأوسط والخليج العربي, شاهدت صغارا يدخنون المخدرات على قارعة الطريق العام ولا يقيمون وزنا أو احتراما لأحد حيث لا قانون ولا كبير أو صغير وإنما فوضى في ثوب الحرية ولتحيا حقوق الإنسان وتموت الضمائر ويموت الإنتماء ويتوارى المسئول ويختفي الإنتماء وتبقى المظاهرات والغوغائية والهتافات حيث يتصدر الناشطون السياسيون واجهة الإعلام وأشاهد كلام رسل الحرية والواقع يقول أن الشياطين قد غاصت في أعماق مصر وخيم الحزن والقلق على المخلصين الشرفاء.

شاهدت إحدى المدارس كلها فساد وإنحلال وتسيب وقلت لنفسي من المسئول الأول عن ذلك فأجابتني نفسي بأنه سؤال ساذج لأن المعنى في بطن الشاعر حيث أن الناظر أو المديرهو المسئول الأول " لأن الله يفعل بالسلطان ما لا يفعل بالقرآن" وتتدرج المسئولية لتشمل الكافة حيث أننا جميعا نتحمل مسئولية الحياة ونركب سويا قطار العمر لنصل في النهاية " للمتر أرض وشوية تراب".

شاهدت أبا وأما لا يعلمون شيئا عن الأبناء سوى أنهم النسل والذرية على الورق, يخرجون ويأتون ويلهون ولا رادع ولا رقابة ولا حساب حتى انفرط عقد الأسرة وتفككت عرى الوطن والكل يرتع في غابة حيث البقاء للأقوى وليس للأصلح, شاهدت قصورا في الساحل وشرم الشيخ والغردقة ومنتجعات لا توصف والبذخ والسفه يخيمان عليها وشاهدت قبوار سكنى بالأحياء الأموات الذين لا يجدون لقمة العيش أو التعليم أو الرعاية الصحية وكلهم نقمة على المجتمع الذي غض الطرف عنهم وكأنهم ليسوا منا وعلينا الأخذ بيدهم حتى نشعر نحن بطعم الطعام وحولنا من يجد القوت رائحة من نسج خياله لعلها تشبع النهم وتسد الحاجة.

شاهدت مسئولون كأنهم خشب مسندة لا فرق بينهم وبين تنابلة السلطان ولا أحد يتحرك أو يضع خططا زمنية لمواجهة المشاكل المتراكمة أو يمتلك القدرة على صنع القرار حيث تسير البلاد بالدفع الذاتي وبركة دعاء الوالدين.

إننا نسينا الله فأنسانا أنفسنا وأصبحنا فريسة للفرقة والخلافات والتطاحن من أجل نصرة شخص أو حزب أو ائتلاف ونبحث الآن عن مخلص لعله يقود القطيع لبر الأمان, وتناسينا قيمة أنفسنا وبأن كلا منا يمكنه صنع المعجزات وتحدي الصعاب وتحقيق المستحيل لأن من يملك الإرادة هو من عنده القدرة على صنع المستقبل.

هناك تعليق واحد:

  1. منور الدنيا يا معالى اللواء
    نسأل الله أن يطيل بقاءق وينفع بك مصر وشعبها

    ردحذف